السبت، 28 يناير 2012

كُل الذيّ حدث.







آن ليّ أن أسمع الآن. أسمعُ كل شيء : البُكاء، الضحك، الوحدة/ ضجيج الناس،
أصوات البائسين، عَقارب الساعة، أبواق السيارات، وأنا، آن لي أن لا أتحدث
بأي شيء سوى الاستماع والتفرغ له تفرغٌ تام .


مَضيت طيلة عمري وأنا أتحدث بِكل شيء و من أجل كل شيء، لكن لم أجد أي فائدة
مُقابل ذلك، لم أجد حتى وقفة لِهذا الصوت الذي يَخرجُ بِصعوبة من الصمت... تَمنيت لو تتوقف نملة،
لا يِهُم أي الكائنات تَستمع لي .. المهم أن أجد إصغاء، رفض، أو إجابة، أجد فائدة واحدة فقط
لما أقوله، أو لما أجتهد في التفكير بِه طيلة هذا العمر، وصياغته في هذهِ الدقائق . أهذا منكر ؟!
مُنكر أن يبحث الإنسان عن فائدة اتجاه ما يقوله !

أريد على كل ما أقوله أو أفعله فائدة ، فائدة عظيمة تَستحق. وبعدها لأصبح نكره
تَحت تَصنيف البعض، فالبعض الذي لا يُريد فائدة يَكذب؛ لا أحد هُنا لا يريد مُقابل الكل يُريد ذلك.






(خارج عن المألوف)
تَحت ما يدعيه هؤلاء الناس (النّصيب) الذين لا يستطيعون أن يَقولوا الحقيقة، حَقيقتهم هم،
حَقيقة ما يريدون، طلب ما يستحقونه. أنا لا أتكلم عن الصداقة العابرة أو الحُب أو مسألة نجاح
وسقوط، أنا أتكلم عن المُستقبل، عن الحق، عن الدافع الذي يَرتبط بالضمير الحيّ، فإن مات
عليك أن تفعل كل شيء، فأنت لا تَطلب شيء سوى ما يِجب أن يِكون لك، بِحوزتك، لا تِطلب
إلا نصبيك من كل شيء تفعله وتقوله، من قدرك.. قدرك الذي كتبه الله لك وأنت تترنح
بأفكار خاطئة تجعلك صامتاً حتى عن حقك.






(الحُبْ)
الولاء لِهذا الحُب نِعمة، نعم لا أحد يِسخر من الحُب وينكر وجوده إلا الميت،
إن لم نُحب بِكل جوارحنا لن نِعيش بِكل جوارحنا، فَكلاهما مُتصلاًن ببعضه البعض،
الجوارح والحب والعيش ينتج منهم حياة سعيدة تجعلُك تُقبل على الحياة بِشراهةٍ أكبر.
الحُب شيء روحانيّ يِنبعثُ من الروح دون تردد، يَنطلقُ إلى السماء صافياً .
الحُب لا يَتعلق بالقوة والضعف، الحُب ليسَ لهُ عِلاقة بِأحد سوى الوقت فقط،
الوقت الذي من المَفترض أن يَقال بِه كل شيء بِشفافية تامة .




( أن أقول شيئاً جيّداً )
أود أن أقول شيئاً صالحاً ، وجيداً لِسائر الأمم، أن أقول حديثاً جيداً كَالنوم مُفيد،
الحُب يُطيل العمر، السهر مؤذٍ للعينين، النظر للأعلى دائماً يُقصر من قامة الشخص،
الضحك الطويل يَفقدنا لذة البُكاء، البُكاء بركة أي شيء، المُهم شيئاً جيداً، حينما
أتحدثُ به يَصمتُ الجميع لِشدة حكمته البالغة، لكنني لا أستطيع إلا التوقف في منتصف الحديث
وأجعل الجميع يُقرر، أو يكمل من عنده كلٌّ على حسب رغبته .





( تَحت ظل عَشبه)

يا وجه الريّح، ما بال الريّح تبكيني ؟!
وأنا المخلوقة من طين
ما بال السماء تَشكيني، وأنا الشكوى في قلب الصحراء
مارسَتُ عقبات هذا الليل الفقير .
توجتُ القدر بأمنيات لعله يَعيش تحت ظل عُشبه
تحت غيمة تُبلل هذا الرماد فَتنبت شجرة الزيتون،
أو يُحلق عصفور،
أو تلتمُ أوراق الشجر حول غصنها المُمتد إلى سماء .






(نًخلة)

تَمنيتُ أن أكون جذع نِخلة، يِخرجُ من رأسي ورقاً كثيف يمكثون الناس تحت ظله،
أو ليمون، أو أي نوع من الفاكهة. تمنيتُ أن أكون شيئاً جيداً أو نافعاً يُستفاد منه،
لكني لستُ سوى كائن.
ولأنني قَبلتُ أن أكون كائناً فمن المُفترض أن أنتسب لكل الأشياء السيئة والجيدة،
المُحزنة والمفرحة، الحية والميتة فقط .




(نافذة أخيرة)

حاولت تَقريب الحياة من وجهة نظري أنا هذه المرة، فقدت وعياً وإصراراً،
مَضيت وحيدة كثيراً في أيامٍ اعتصرتُ من كبدي وجعاً أشد مرارة، حتى أجيد كتابة
ما يَستحق أن يُكتب دون أن أقول شيئاً.

أنا لا أكتب الآن، أنا أحاولُ أفسر الحياة بِنقطة رُبما .




تَحية.


الثلاثاء، 1 نوفمبر 2011

ع، ..!






ها أنت، هاأنا ....
كلانا يُنادي كلانا،
أصواتُنا واحدة وحاجتنا مُختلفة.




أتذكرُ النهاية؟!
لا. نَحنُ لم نَنتهي،
أقصد هل تذكرُ البداية؟!
أذكر أننا لم نَبتدئ أيضاً
فَنحنُ التقينا بالمنتصف،
حيثُ لا أحد سوانا
لا أحد كان قبلنا ... لا أحد بعدنا،
وجلسنا بين كل الأشياء فَأصبحَت الأشياء تُحِيّطُ بِنا।



صوتان تَحت ظل القمر
أنا وأنت... نطرزُ للفرح يوماً

نغني للبساتين،
لِترقص الأوراق

لتطيرُ الفراشات،

لِترفرف العصافير،

لتستوي الأرض مُبتسمة .





الوقت أنت، أقصد تَخيل الوقت أنت، وقف !
عند لحظات هذا المساء الشاهق
هيا قف ودع السماء تُمطر .

السبت، 24 سبتمبر 2011

ح2









1-
أتنفسُ الصُعداء دِفعة واحدة
أبحثُ عن شيء يَجلبُ لي طَعم التوت،
الذي يَمتلئُ به الصباح.



2-
إنيِّ أكثرُ نُضجاً الآن .
وأنا أعيرُ الحياة ظهري وأمشي،
وأنا أبكي كثيراً قبل المنام
لِتحترق عيناي وتنام .



4-
قَبلتُ القدر ألف مرة من رأسه
كان عَبوساً، كان أكثر إصراراً،
وسَرقَ جميع أصحابي وتَرَكُنيّ وَحيدة.



5-
ذات مساء تعاهدتُ معي
أن لا اقطف للحُبِ ثماراً،
وشاخ قَلبي.



6-
حينما استيقظتُ عند التاسعة مساءاً
كانت السماء حزينة،
ترتقب مَجيء الصباح.
أخافُ عليها من البُكاء.



7-
حين تَبكي السماء
تموت الأرض،
وتنتهي أحلام العصافير.



8-
يا وِداد هَلُمِ
إلىَّ بِعنقود عِنبٍ ورمان.



9-
كفاكَ غياب. ألا تعود؟!
حتى يطرقُ رأسي بُستان صدرُك
بحثاً عن الدفء
ألا تَعود؟!
لأنام، فَمنذُ غادرت, نَسيتُ
طريق النوم.




10-
الأشياء القريبة تَموتُ مُبكراً .

عينياه تشكو إليَّ في وحدتيِ.






(1)

ربما يَعيش حالة حب جديدة
ربما يَخونُني الآن
ولكن يَشتاقَ في كل لحظة للحديث معي .


(2)


أحيكُ له قطعة من الحنين
لونها أزرق من الحرير
واطرافَها دانتيل
اضعها حولَ عُنقيِ
لِيبقى بجانبي دائماً .

(3)

أنه موعداً آخر هذا المساء
سَيأتي به
سَيظهر القمر بَأبهى حُلته .




حُب الورق !










وماذا عليّ فِعلُه إن كُنت أُقبِلُ الحُبْ فيَّ كفي من أجلك ، أنصهر في النصوص لِأُصبحُ قصيدة حُب
جديدة لم يَسمع بِها العُشاق وأغني بِصوتٍ يُحب أن يَستمع إليه الجميع .. إلا أنا . لا أُحب أن أستمع
إلى صوتي وأنا أغني ، أحبَبتُك وأصبحت ليَّ الجنة التي أتمنى العيشَ فيِها ، والحياة الزاهية التي أحلمُ أن أتنفسُها .


يا سيدي :
إني مريضةٌ بك ، عاجزةٌ عن الطيران وأنت في أقصى الأماكن البعيدة عن جسدي ،ومتى سَتعود لِتُقبلَ روحي
ولعلها بكَ تَطير .؟!



يا سيدي :
الأيام الجميلة لا تَعود ، لكن معك أرى كل شيء إليَّ يُعود حتى أطرافي التي ظنَنتُ أنها ماتت , والحياة السيئة
التي ابتلعتُها في جوفي ، و العصافير التي هاجرت مدينتي ، والماء الذيَ جّفَ في عيني ، ورئتي الجافة المُرهقة
من تَنفس الهواء المَركز بالغياب .



يا سيدي :
إنيّ أحبَبتُك كَصبيةٌ مُغرمة بأبيها التي لا ترى بالكون ألا هوَ ، ولم تَكن من النظرة الأولى التي أحبَبتُكَ بها
لأني لا أعرف كيفَ يكون الُحب بالنظر ، من الجمال الأول الذي شعرت به في جوفي يَعلو شهيقاً إلى السماء
لِتُصبِحَ أنتَ الوطن الذي أحلمَ أن أكون شمساً به ، والسماء التي أحلمُ أن أطيرُ بِها ، والماء الذي أرتشفُ منه
أنتَ القبيلة التي أُريد أن أنتمي لها ، والرجل الذي أكون زوجةً له ، أنت الحياة الآمنة التي أريدُها .



يا سيدي :
الوقت غير كافٍ لأخبرُك إني زرعت في جوفي مدينة بيضاء تَسمو بأوراقٍ خضراء ، أسقيتُها من ماءك .
أرضها أنت ، وتربتها رحيقُكَ الفاتن ، سماءُها طلت وجهُكَ ، فَجرُها روحُك ، وليلُها قلبك البارد الطويل .



يا سيدي :
إنيَّ أنتظر القطارات العابرة أن تأتي بك .. فهل سَتعود .؟!
إنيَّ مُعلقة بِخيط الانتظار ... فهل تقطعه بالوصل ؟!
إنيًّ أدعو الله في الغسق لعلي أراك حينما أنام .... رأيتك في القمر ليلتها.

يا سيدي :
كُن سعيداً وأنت تقرأ رسالتي هَذهِ ثُم قبل الحمام الزاجل عِوضاً عني .




أستطيع أن أهدي هذا النص إلى جنتي ( أبي ).


الثلاثاء، 6 سبتمبر 2011

أغراب إحنا يَا هَوى لو تِجمعنا الديِّار *










كثرة الكلام تؤدي إلى الإفراط ، والإفراط في أي شيء غير مرغوب ..أفهَم ذلك جيداً يا صَبيِّ!




ها أنت تصمت الآن كرجلٍ أخرس ولا تستطيع أن تتمدد بالحديث كالسابق ، تَشكو الغياب وقلة النسيَّان،
تبحث عن أشياء كثيرة تؤدي إلى ضياعُكَ أكثر، و أنا يَضيقُ الكلام بيّ يستند على صدري عله يشفعُ له
فينام ليجد مُلاذهُ الوحيد.الأحياء الذينَ يَفتقدون رغبة العيش في حياة أكثر بؤساً يَفرغون طاقتهم بالنوم الطويل،
الذي لا ينتهي عند حد معين لعل الله يَمدُهم برائحة حياة أفضل من ذلك.



لاشيءَ مُغري يَستفز جوارحك للبقاء ما دُمتَ على الأرض وتُريد أن تحب الليل، لِيكن لك صديقاً حميماً
تُغازلُ أطراف حُزنك معه كلما شئت، وترتميِّ بينَ ذراعية كلما أردت الانكسار، فالليل كائن قاسٍ لا يُمكن
أن يَفعل شيء من أجلك إذا لم تعرف طريقة التفاهم معه، يَتعاكس مع اتجهاَتِك التي تُريد أن تسلكها،
لا يَفهَمُكَ سريعاً، يعبث بكَ حتى تَسخر من نفسك ثم يضحك بأعلى صوته عليك وتعود متقوساً بأحزانك
من جديد، مكرراً نَفس الخيبة بتوبيخِ نفسك حتى الموتَ بكاءً .. أنت مَخلوق ضَعيف جداً ، وسيء، وغير مُفيد في أي شيء أبداً.



أنت العدد الزائد الذي يُثير استفزاز الكون بِشدة ، غاز مؤكسد إلا أن هُناك من لا يَستطيع
أن يزفركَ خارجه، وأنا لستُ إلا مرآتك العاكسة في كل شيء، لذلك تَكرهُني كثيراً وتطلبُ البقاء
بعيداً عني كي لا تنظر إلى نفسك في كل مرةٍ بي.


اقرأ الرسالة على مهل وأنا واضعاً قدمَاي على الأريكة التي كنا نَجلس عليها سوياً، اقرأ
وأنا أسخر من نفسي وأضحكُ على ذلك الغباء الذي جَعلُني أفرطُ بك بِهذهِ السهولة.
فَقدتُكِ يا سارة وأنا الضائِعُ بعدكِ،الرجل الفقير إليك يطلب الغُفران يا مغفرة الله التي يَهديها إلى العباد.

أغلقتُ الرسالة الأخيرة بَعد رحيلُها ونمتُ وحيداً عارياً من كل شيء، نمتُ وجسدي
هذهِ المرة لا يلتصقُ بِجسدك ورأسُكِ بِعيداً عن صدري.

















تك . تك (8:30 : ص )

كَعادته يَطرق باب شَقتيِّ ويدخل قبل أن أسمح لهُ كل صَباح ، لِيُوقضُني من موتي الصغير
وحزني العميق الذي يُصاحبني كل لليلة. سامي صديقي الوحيد الذي خرجتُ به من هذهِ الدنيا
والعجوز الحكيم، صديقي الذي يُثارُ غَضبه من هذا البرود الذي يَّبسَ مشاعري، ويصرُ على إعادة
تكويني من جديد و إعادتي إلى الكائن الذي كان صديقة قبل سنتين من الغياب .


يَصرخُ بأعلى صوته وهو يَقف على رأسي:

- هيه ألم تَنظر إلى ساعتك الآن إنها الثامنة موتاً ، الثامنة انتظاراً.
ألستُ تَنتظر الساعة التي سَتُنجيك من جحيّم هذا العذاب. هذا الوقت
أتى إليكَ بقدميه لِيصطحِبكَ معه، حان وقت الانتهاء من النحيب الذي يَخرجُ
من نافذتك كل لليلة لِيصل إلى أذنيَّ يارويس، استيقظ هيا واستبدل رائحتك اليائسة،
وأذهب إلى المكان التي أضعتها منك سابقاً، لعلها تأتي فتطلب منها الغفران وتَغفر لك قبل ساعة موتك.




ليسَ بيدي إلا أن أتحدثُ معه كالطفل الذيَّ يشكو لأبيه خوفَهُ من الذهاب إلى المدرسة،
إني يا سامي أخشى الخيبة.الخيبة ابنة عم الانتظار. كلما مازادت وطأة الانتظار ازداد حجم الخيبة.
نعم الانتظار الذي لا يجلبُ شيء في نهايته خيبة، أخافُ ألا تأتي، أو تأتي ولا تغفر ليَّ.
المرأة التي تتألم كثيراً لا تَغفرُ هل سَمعت ما أقوله؟ لا تغفر، وتصبح مَخلوقاً بنظرة مُختلفة
أكثر عتمة وتَبهت الروح اليانعة بها، كل شيء في عينها يُصبِحُ مُرّاً كمرارة الألم الذي أعتصر
بِداخلِها .. أرجوك لا تُطيل الحديث. دَعني أنام طويلاً، أو دعني أموت.



- لكنها حينما تُحب يا عزيزي تَغفر!

استيقظت وأنا اليأس الآن، ليس بِوسعيِّ ألا أن أسيرُ مع الحديث الذي أسمعه من سامي
حينما يكون غاضِباً وخائفاً علي، أحملُ أحلامي معي إلى البُحيرة الصغيرة التي كنا نلتقي عندها،
متوسلاً للانتظار ألا يطول.

استندتُ على أرض صلبة. بدأت أجمع الأسئلة وأرسلها إلى السماء الغائمة لِتعودُ بِسقوطُها مع المطر عليِّ من جديد.
وأي بلاهة أفعلُها الآن ، أعلم أنها لن تأتي الحمقاء، لماذا أنتظر إذاً ؟!



الساعة تُشير إلى الساعة الثانية عشر صَباحاً وهيَ لم تأتِ بعد الشمس تبدو حارقة جداً الآن،
أرجوك إني أحترقُ لأجلك، هل سَتأتين يا حمقاء لأرانيِّ بك من جديد .. اشتقت إليَّ كثيراً ، وإلى تلك الصورة التي أراكِ بها ؟!















- أنا خلفَك الآن يا رويس.

أتى صوتُها إليَّ، ناعمٌ، هادئ .. كم كُنت أتذكره ، ألتفت إلى الخلف لم أجدها، وأصبحت أدور، أدور حولي ولم أجدها أيضاً.
هل كنتُ أتخيلُ صوتها ، هل وصلت بيَّ الحالة الطويلة من الانتظار للهذيان بها، كلا إنّها ساحرة، غبية، مجنونة، وتُريد أن تَسخر مني!

- لا، أنا لا أريد أن أسخر منك أنا خلفُكَ حقيقةً ليس خيال ، لكنك لا تستطيع النظر إليِّ من جديد فالمرآة
التي كانت بي تَهشمت لذا لن تراني من جديد و إنْ كنتُ أمامك ، فأنت حين أضعتني يوماً تركتني خلفك و نسيتني
وبقيت في مكاني حتى الآن.


الأشياء التي نُفرط بِها يوماً بِحثاً عن شيء جديد لن تأتي أمامناً حينما نُريدها سَتبقى خلفَنا وتكون غريبة عنا تماماً،
فلا نستطيع أن نُدير رؤوسنا للنظر إليها.


كنتُ طيلة ذلك الوقت أتوسلُ إليها أن تَعود، حتى اختفى صوتُها تماماً واختفت.ارتميتُ على الأرض وتمنيت الموت حينها.

تباً، الخيبة هي البحث بمعيّةِ جسدٍ ميّت عن مكانْ في هذه الحياة بعد أنْ اكتفتْ الأمكنة.



بعد ما فات الأوان وانتهينا يا زمان
جاي تقولي بالوفا ننسى آهات العذاب *


الخميس، 21 يوليو 2011

العبور إلى المنفى- عدنان الصائغ









أنينُ القطارِ يثيرُ شجنَ الأنفاقْ
هادراً على سكةِ الذكرياتِ الطويلة
وأنا مسمّرٌ إلى النافذةِ
بنصفِ قلب
تاركاً نصفَهَ الآخرَ على الطاولة
يلعبُ البوكرَ مع فتاةٍ حسيرةِ الفخذين
تسألني بألمٍ وذهول
لماذا أصابعي متهرئة
كخشب التوابيت المستهلكة
وعجولة كأنها تخشى ألاّ تمسك شيئاً
فأحدّثها عن الوطن
واللافتات
والاستعمار
وأمجاد الأمة
والمضاجعاتِ الأولى في المراحيض
فتميلُ بشعرها النثيث على دموعي ولا تفهم
وفي الركنِ الآخرِ
ينثرُ موزارت توقيعاتِهِ على السهوبِ
المغطاة بالثلج ...
وطني حزينٌ أكثر مما يجب
وأغنياتي جامحةٌ وشرسة وخجولة
سأتمددُ على أولِ رصيفٍ أراه في أوربا
رافعاً ساقيَّ أمام المارة
لأريهم فلقات المدارس والمعتقلات
التي أوصلتني إلى هنا
ليس ما أحمله في جيوبي جواز سفر
وإنما تأريخ قهر
حيث خمسون عاماً ونحن نجترُّ العلفَ
والخطابات ....
.. وسجائر اللف
حيث نقف أمام المشانق
نتطلعُ إلى جثثنا الملولحة
ونصفقُ للحكّام
.. خوفاً على ملفات أهلنا المحفوظةِ في أقبية الأمن
حيث الوطن
يبدأ من خطاب الرئيس
.. وينتهي بخطاب الرئيس
مروراً بشوارع الرئيس، وأغاني الرئيس، ومتاحف الرئيس، ومكارم الرئيس،
وأشجار الرئيس، ومعامل الرئيس، وصحف الرئيس، وإسطبل الرئيس، وغيوم الرئيس،
ومعسكرات الرئيس، وتماثيل الرئيس، وأفران الرئيس، وأنواط الرئيس، ومحظيات الرئيس،
ومدارس الرئيس، ومزارع الرئيس، وطقس الرئيس، وتوجيهات الرئيس....
ستحدق طويلاً
في عينيّ المبتلتين بالمطر والبصاق
وتسألني من أي بلادٍ أنا ...

الأربعاء، 20 يوليو 2011

إلى قَلب أمي





عَظيمة هيَّ جداً
يَلتهمُها الجوع فَتصبر ،
ويختزل النسيّان منها ما يُريد فَتصبر،
تضيع بين الفصول فَتصبر أيضاً وتبقى تُردد فقط "وبشر الصابرين "

***
أهيَ نعمة للأرض أن تطوف عليها بِسبعة ألف روح.؟!
تَسقي المريض قوته، واليائس أماله ، والصغير أمنياته ،
والكبير أحلامه ، والمسّن راحته وصِباه .

****
ما عدتُ حتى أُدركت كيف سَتكون الحياة بَعدها
و عسى أن أغادرُ قبل رحيلها ، يا أجمل النساء كُلهم يا أمي .

ح (1)












(1)

أين وطني أيُها الملك ؟!
من تَوسد فراشي ،
من سكن عُزلتي من غاب تحت أرض غُرفتي .!
(جَميعُهم لصوص يا سيدي )



(2)

إني أخيطُ باب الحنين بالنسيّان
وادفنُ المشاعر بالضحك
إني أبكي لا أنام
إني أغيبُ في المنام ولا أحلُم

(ونَسيتُ تلك الأحلام ياسَيّدي )


(3)

عروس وثوباً أبيض
مَنزل صغير وأطفال ..
وتَكبروا الأحلام حتى تَشيخ
ورجلٌ يَضيعُ بين مَتاهاتِ الأيام..!


(4)

عاداتُ وجهي تعكسُ صورة قبيلتي
وقبيلتي في قلبي تنام
أيَهم ذنبي ،
أن أكون طرفاً انتمي إلى قبيلتي
أم قَبيلتي طرفاً يَنتمي إليّ ؟!


(5)

ورد وبلور ، وياسمين ،
ومطر يطوف حولي ..!
يُغازلُ أطراف جسدي .
وأنا أرقصُ كَأنثى ماهرة .


(6)

مَطر ، مَطر، مَطر
هل شاهدوا المطر .؟!
يَتساقطُ على أوجاعهم
المُشتعلة في الصباح ويُطهرها
وهم يَختبئون تَحت مظلاتهم
ويقولون ارزقنا ياالله المطر .


(8)

إنيِّ امرأة بدوية
والرجل الوحيد الذي صادفتُه بِحياتي
يَخاف أنْ يُحبني .!

الجمعة، 24 يونيو 2011

الله







إنيَ مُعلقة على أوتار السماء
أبحثُ ،
عن صدرٍ رحب يا أمي .!
أُناجي بهِ صباحات الوحدة الفارغة من كل شيء
وهواءٌ يَختنقُ بداخلي لا أعرفُ ما سببه .


(*)
يا الله كم بِوسعي أن أحتفظَ بك ، وإنيَ أنتظرك كُل صباح كي أُخبِرُكَ أنيَ لم أعد أبكي بالليل على الأرض الباردة ،
وتركتُ الدعاء الدائم الذي أردِدُهُ دائماً (يارب أنْ تَبتَلِعُني الأرض في جوفِها)، ولم أعد أكره الحياة كما كُنتُ أكرهُها سابقاً وأقوم بِتوبيخها وأشتمُها
كم أنتِ ظالمة لأنكِ تُكرهينَ وجودي بك ؟!.



(**)
إنيّ الآن أصبحت مُمتلئة بأشياء تجعلني أكثر مرونة وسعادة لاستقبال الحياة المُقبلة من جديد ، لستُ حزينة كما كُنتُ أعتقد ولستُ سعيدة أيضاً ثَمة مشاعر مُختلطُة بِداخلي لم أتعرف عليها بعد، تُشبهُ النجاة من الموت ،والقفز للعيش بِالسماء الصافية ، كم أحب النظر إلىَ السماء دائماً في الصباح يا الله يُخيّلُ إليَّ أني أطير بها ،وأنها تفهَمُني جيداً أعرف ذلك من ابتسامتُها لستُ مجنونة فيما أقوله، إنيّ أراها تَبتسم لي كُل صباح وتُخِبرُنيّ إنيّ سأعيشُ بداخَلُها قريباً وجداً أيضاً ، لا تُخبر أمي بذلك فَقلبُها لا يحتمل سماع هذهِ المعزوفة . إني أشعر بالوحشة اتجاه هذا الشعور الغريب الذي يُزعج من حولي حينما أخبرهم بذلك، ويُحزنُني أيضاً كرههم لهذا الشؤم ، هذا ليسَ شؤم .! فأنا لستُ مُتشائمة كما يَقولون ولستُ يائسة من الحياة أيضاً ، فقط أريدُ العيش بِحياةٍ جديدة بالسماء كما يُخبرنُي جديّ عنها في الحلم دائماً ، أنَ العيش بالسماء خير من الأرض وما فيها .



(***)
إنيَ أتنفسُ الآن بسكينة الحياة الهادئة التي اخترتُها، وأتأمل بخشوع المصلين ، فرغت مابيّ تماماً حتى وصلت حداً الذي يُمكِنُني استقبال العالم كلهُ بِداخلي. مؤمنة كثيراً بك يا الله أنكَ سَتمنحُني حياة أفضل بكثير ، وأنكَ تُخبئ ليّ أشياء كثيرة في جوف القدر .... سَيُصبح القدر مُبتسماً ليّ كل صباح مُتيقنة من ذلك جيداً .



24- مايو .
في هذا اليوم و بتمام الساعة السادسة صباحاً اكتشفت أنَ بدخلي روح ملونة خُلقت من جديد
بدأت تتفتح فيّ وجه الحياة ، وماتت الروح الباهتة بداخلي .



27- مايو .
تحققت أن حياتي هي لي وحدي عليّ ألا أُميتَها من أجل أي شيء أخر .



1- يونيو .
أصبحت الحياة أكثر نُضجاً بالنسبة ليّ .

  ©تموت الأشياء

تصميم و تركيبSILENT | Topo