الجمعة، 25 فبراير 2011

حتى الأشياء تكبر !





في كل مرة نُجيد بها الهرب إلى الطريق المفضل، يجعل ذاكرتنا
أكثر سمُكاً على ماكانت عليه سابقاً،لا أعلم أن كانت الاشتباكات
الأخيرة جعلتني أكثر رشداً في التفكير أم هو شيء مبدئي ينتاب العائدون
من سفرهم بعد غياب قد أقول طويل شيئاً ما ،لا أقول أني نزعت كل شيء كان مُعلق في ذاكرتي
حتى أعيش الآن ، لكن قد يكون أني استطعت أن أنزع الأشياء السيئة دون تردد في ذلك .
هُناك جملة أحتفظ بها لِأرددها دائماً عليَّ بصوت منخفض ( عندما تتردد في شيء من صالحك سَتخسر ذلك )
من اليوم لا أريدُ أن أخسر شيئاً بعد وعلى قائمتهم أنا .

الخميس، 24 فبراير 2011

ع*



ما معنى أن يرتبط حديثي بحركات يدين خالية من الاستيعاب تُدير فقط تجسيد المشاهدة لحياة درامية تزفرُ الحكاية المُعلقة بذاكرة مريضة ,تستدعي استرجاع كل حلقة مضت حينما تُلامس سطح الوسائد وتفترش الحنين بجسداً يبحثُ عن الواقع الضائع .

لِلحنين (1)






هُناك حياة جميلة يَصفحُ عنها العشاق حينما يلتف الحنين على عنق ذاكرتهم كَربطة عنق أنيقة جداً لا يستطيع من يرتديها أن ينزعها ، فَ يا حبيبة رجلاً لا يرى بالنساء ألا أنتِ عودي إلى قلبه فَهو اليوم لكِ وغداً لكِ اغمريه حب الشهور والسنين التي غادرتِ بها عن عينيه .



جالس لوحدك (كاظم الساهر )

الثلاثاء، 15 فبراير 2011

.,




أصدق اللحظات العابرة هي تلك التي تمضي معنا طِوال ليلنا لتُحدثُنا سراً
عن داخلنا ، وكيفَ لِلحنين أنَّ يبني بنا بيوتاً عامرة بأشواقنا ...أحببتك كما لم أُحب رجلاً
غيرك وتركتكُ وأنا كل يوماً أتبع خطواتك بِخفيه حتى لا تلتبس أمر الانكسار بدِاخلي وتعود شفقةً بي
أخبرني أي امرأة أنا تلك التي تختار الطُرق الوعرة وتتلاشى الطُرق الآمنه ، تبحث عن العزلة وتخلقُ في
صدر صوت الأنين الذي يُقطع الأحشاء ، تُجيدُ جميع فنون الهرب والتنكر خلفَ وجهاً مشرق لم يُعاني من
لذة الوجع دقيقة واحدة .!



أأنا تلك خُلقت لِتتحمُل كل شيء لوحدها دون أن يُشاركُها أحد حتى أنت ؟! منذُ لحظة أخر رسالة
تم إرسالها في البريد الوارد إليك وأنا أبعثُ الأمنيات الطيبة لأبواب السماء لعلها تصلُك مع الحمام الزاجل .



،





يا وجه التجاعيد ، يا وجه الصبر يا جدي ..!

كلُ شيءً يا جدي في صمته لا يتغير أنظرَ في كُل صباح إلى السماء فَتقاسيم وجهي ترتسم في فجواتها المُتباعدة وصوت الريح يُشبه صوتي المخنوق في كأس العزلة وها أنا أُشتم رائحة الوحدة وأديرُ تفاصيلُها في يديَّ ولم أدون رسائلي بعد، أريد أن أطيرُ كأوراق الشجر في الهواء حينما يُقبل فصل الشتاء فَهو لا ينُعم في انسدال غُصن يتساقط عليه كَخاصرة أنثى تتمايل عُشقاً لساعة اللقاء , وجهك يا جدي مدرسة وتلك التجاعيد طُرق حكيمة لو بيدي لسرتُ بها بِدقيقة واحدة دونَ تلاشي طريقاً واحداً .

إلى السماء ،



يا الله أني سألك أن تُعيدَ لي ما ضائع مني وأسألك أن ترزقني نعمة ما هو عندك
لي وأن تجلَبَ لي حقي المهدور في ساحات الانتظار .

حَدِيث لِأخر .









(*)

لما تتوقُ لي فكرة أن أسدل شيء من الذكريات خارج نافذة فكري ، فَكل شيء لا إرادياً يتخذ له حيز

مناسباً .







(4)



التطورات التي تنتهز فرصة التحرر إلى الأعلى هي القدرة العظيمة التي تُدرِكُها أجسادُنا حينما تتأقلم معها
بأسرع ما يُمكن و ماذا تَعني الحرية ، إذا كانت عُقولنا وقلوبنا ترفض ذلك حتى أنها ترفض الاستمرار في
مُنعطفات بسيطة يُمكنها تَداركها مع الوقت أو يمكنها اختزالها إلى جزئيين من السهل إلى الأصعب والسير
بها مع التحفيز العقلي حيثُ من الصعب البقاء داخل نقطة واحدة إذا كان العقل الآلي ينظر دائماً إلى أن كل
شيء مُمكن حتى الطيران أيضاً بِأجنحة من ريش مع العصافير .









(...)




كالصباحات التي يُغني بها العشاق والعصافير ، وصوت الفقراء المبحوح الذي يَطرقُ الأبوُاب والكلُ يطير ،
وكأنا عندما أكون خلف النافذة على الكرسي أرتقبُ طيراني معهم ، وليس يا حبيبي كلُ من طار سعيد ..!
هاهي العصافير موجوعة ،تطير هرباً من الوجع و ترى أن الوجع في الطيران يزول أو قد يسقط منها في السماء
كأنت حينما تُصر على إيقاعي في الذنب العظيم واللعنة الأخيرة التي حصلت بك
, وأصر أنا في رحيلي عنك
أني
النعيم الذي سقط عليك من السماء السابعة ، أو كأنا حينما أتأمل ُ أني سَأطير معهم أن لم يكن اليوم فَغداً.









(!)


ماذا تعني إذا الأصوات افترقت مادامت القلوب مُتلاصقة ، و أن كلُ شيء لا نستطيع الحصول عليه
نركُله دونَ المُحاولة في الحِفاظ بِصورته الجميلة داخل عقولنا ؟


نُحن لا نحب الأشياء من الداخل أو منذُ طفولتنا لم نُفكر كيفَ نُحبها بصدق من الداخل فّمنذُ كُنا نتذوق
طعم الحلوى و نفقدُ طعمُ السكر بِها نرميها على الأرض دون تفادياً بذلك ولم نفكر في يوم أن نستمر
في تَتناولها حتى لو فقدنا طعم السكر فقد يكون طعمُها الخالي من السُكر ألذ، نحنُ كذلك نُحب جمال
الأشياء الخارجية وحينما نقترب لِداخلُها أكثر حتى وأن كانت مُغريه نتركها للهواء لتنتشر أو لِيحصلُ
بها ما يحصل ، أُريد أن أعرف كيف كُنتُ بنظرك خارجياً وداخلياً من قبل وحينما أصبح انفصال الأشياء
شيء غير إرادي كيف أكون بِنظرك ، صَدقني طعم الرغبات مُر والمُستحيلة أمر من ذلك لماذا نتمسك
بِها بشدة ونساوم بِها حياة جميلة نرهنُها لِخسارة جسدية ولِقدر غير مرغوب به ننظر إلى ماذا سَيحصلُ
الآن دون أن نُقدر في عقولُنا ماذا وسوفَ يحصل غداً .




(3)


منذُ أن تجاوزت مرحلة الطفولة إلى الآن أخشى أن أتذوق متُعة كُل شيء يحدث حالياً كنت أُصر في تذوق
الذي سوف يأتي فَطعمه أشهى وأجمل وألذ ، كُنت أنظرُ إلى مُكعبات السُكر البيضاء لكني أتخيلُ في أنها
سَتتغير لاحقاً ويُصبِحُ شكلها أجمل وألذ أي كنت أشتهي كُل شيء في المُستقبل أكثر من الحالي ، كنت
أحذر من عمل الأشياء ليس لماَ سينتُجُ عنها من عواقب في الوقت الحالي كنتُ أفكر بما سَتكون عواقبها
في المُستقبل ، وحينما كُنتُ أختنق كُنتُ أحبِسُ رئتي مِن أن تتنفس الهواء الذي تحتفظُ بِه غُرفتي و أُسارع
برمي رأسي من النافذة حتى ألتقط الهواء الذي سيأتي من السماء مُحَاوِلة مراراً ترك هذهِ العادة التي تُغيض
كل من حولي لكني أعود إلى تحسُبي بالأشياء حسب النتائج التي تكون في المُستقبل ليس الحاضر.


(1)

عذراً رويس أنا فتاة متُشائمة جداً في الحاضر ولا أستطيع أن أتذوقُ طعمه أبداً فالا تصر دائماً
على أن أكون الذنب العظيم في حياتك الهادئة فأنا أشتهي المُستقبل أكثر , أما أنت مُختلف عني
تماماً تشتهي الماضي والحاضر والمُستقبل لذا أُحِبُكَ جداً فادعني من الصور الجميلة التي تحتفظُ بها
في ذاكرتُك .






(7)
رويس ، ولو كنُتَ بعيداً جداً عن فكري الآن كُن طيراً حراً في السماء.








الحُرية وكسرة الخبز







تتملك النفس رغبة حينما يمتصها ضجيج الشارع المتهالك جراء أقدامهم القاصرة عن جلب ما يريدون

ونظراتهم المُحتقرة للحياة وحديثهم الذي يُرهق السكون حيث الصمت يتمزق، ويصعد صوت اللسان المهدور، والوعود المنسية ،فلا يُطلق على السر المُخبئ في جيوب صدورهم سر فَهو يطير في السماء دائماً ، الفقراء سرهم يطير يا سادة قلوبهم مُعلقة على حبل المشنقة ، هم يتضرعون ألم الجوع ، يبحثون عن كسرة خبز يابسة تملئ بطونهم وتمنع أجسادهُم من الهلاك أصواتهم تموت خلف ثِيابهُم المُمزقة وأجسادهم الهزيلة ، نظراتهم تمتزج بماء الحياة العَكر ، وقلة الحيلة الضائِعة ، الفقراء لا يبحثون عن الحُرية يبحثون عن كسرة خُبزاٍ واحدة، وأصحاب الأموال لا ينظرون لِبقعة أرضهم المفقودة وأصواتهم المُنكسِرة وأعينهم الغارقة في مُحيط اليائس فَهم يبحثون عن الحُرية التي لا يُريدونها الفقراء، يَا تُرى هل تُستبدل الحُرية بِقطعة خُبز يابسة ؟!



" نُشر في مجلة رؤى"


  ©تموت الأشياء

تصميم و تركيبSILENT | Topo