السبت، 24 سبتمبر 2011

حُب الورق !










وماذا عليّ فِعلُه إن كُنت أُقبِلُ الحُبْ فيَّ كفي من أجلك ، أنصهر في النصوص لِأُصبحُ قصيدة حُب
جديدة لم يَسمع بِها العُشاق وأغني بِصوتٍ يُحب أن يَستمع إليه الجميع .. إلا أنا . لا أُحب أن أستمع
إلى صوتي وأنا أغني ، أحبَبتُك وأصبحت ليَّ الجنة التي أتمنى العيشَ فيِها ، والحياة الزاهية التي أحلمُ أن أتنفسُها .


يا سيدي :
إني مريضةٌ بك ، عاجزةٌ عن الطيران وأنت في أقصى الأماكن البعيدة عن جسدي ،ومتى سَتعود لِتُقبلَ روحي
ولعلها بكَ تَطير .؟!



يا سيدي :
الأيام الجميلة لا تَعود ، لكن معك أرى كل شيء إليَّ يُعود حتى أطرافي التي ظنَنتُ أنها ماتت , والحياة السيئة
التي ابتلعتُها في جوفي ، و العصافير التي هاجرت مدينتي ، والماء الذيَ جّفَ في عيني ، ورئتي الجافة المُرهقة
من تَنفس الهواء المَركز بالغياب .



يا سيدي :
إنيّ أحبَبتُك كَصبيةٌ مُغرمة بأبيها التي لا ترى بالكون ألا هوَ ، ولم تَكن من النظرة الأولى التي أحبَبتُكَ بها
لأني لا أعرف كيفَ يكون الُحب بالنظر ، من الجمال الأول الذي شعرت به في جوفي يَعلو شهيقاً إلى السماء
لِتُصبِحَ أنتَ الوطن الذي أحلمَ أن أكون شمساً به ، والسماء التي أحلمُ أن أطيرُ بِها ، والماء الذي أرتشفُ منه
أنتَ القبيلة التي أُريد أن أنتمي لها ، والرجل الذي أكون زوجةً له ، أنت الحياة الآمنة التي أريدُها .



يا سيدي :
الوقت غير كافٍ لأخبرُك إني زرعت في جوفي مدينة بيضاء تَسمو بأوراقٍ خضراء ، أسقيتُها من ماءك .
أرضها أنت ، وتربتها رحيقُكَ الفاتن ، سماءُها طلت وجهُكَ ، فَجرُها روحُك ، وليلُها قلبك البارد الطويل .



يا سيدي :
إنيَّ أنتظر القطارات العابرة أن تأتي بك .. فهل سَتعود .؟!
إنيَّ مُعلقة بِخيط الانتظار ... فهل تقطعه بالوصل ؟!
إنيًّ أدعو الله في الغسق لعلي أراك حينما أنام .... رأيتك في القمر ليلتها.

يا سيدي :
كُن سعيداً وأنت تقرأ رسالتي هَذهِ ثُم قبل الحمام الزاجل عِوضاً عني .




أستطيع أن أهدي هذا النص إلى جنتي ( أبي ).


ليست هناك تعليقات:

  ©تموت الأشياء

تصميم و تركيبSILENT | Topo