الخميس، 21 يوليو 2011

العبور إلى المنفى- عدنان الصائغ









أنينُ القطارِ يثيرُ شجنَ الأنفاقْ
هادراً على سكةِ الذكرياتِ الطويلة
وأنا مسمّرٌ إلى النافذةِ
بنصفِ قلب
تاركاً نصفَهَ الآخرَ على الطاولة
يلعبُ البوكرَ مع فتاةٍ حسيرةِ الفخذين
تسألني بألمٍ وذهول
لماذا أصابعي متهرئة
كخشب التوابيت المستهلكة
وعجولة كأنها تخشى ألاّ تمسك شيئاً
فأحدّثها عن الوطن
واللافتات
والاستعمار
وأمجاد الأمة
والمضاجعاتِ الأولى في المراحيض
فتميلُ بشعرها النثيث على دموعي ولا تفهم
وفي الركنِ الآخرِ
ينثرُ موزارت توقيعاتِهِ على السهوبِ
المغطاة بالثلج ...
وطني حزينٌ أكثر مما يجب
وأغنياتي جامحةٌ وشرسة وخجولة
سأتمددُ على أولِ رصيفٍ أراه في أوربا
رافعاً ساقيَّ أمام المارة
لأريهم فلقات المدارس والمعتقلات
التي أوصلتني إلى هنا
ليس ما أحمله في جيوبي جواز سفر
وإنما تأريخ قهر
حيث خمسون عاماً ونحن نجترُّ العلفَ
والخطابات ....
.. وسجائر اللف
حيث نقف أمام المشانق
نتطلعُ إلى جثثنا الملولحة
ونصفقُ للحكّام
.. خوفاً على ملفات أهلنا المحفوظةِ في أقبية الأمن
حيث الوطن
يبدأ من خطاب الرئيس
.. وينتهي بخطاب الرئيس
مروراً بشوارع الرئيس، وأغاني الرئيس، ومتاحف الرئيس، ومكارم الرئيس،
وأشجار الرئيس، ومعامل الرئيس، وصحف الرئيس، وإسطبل الرئيس، وغيوم الرئيس،
ومعسكرات الرئيس، وتماثيل الرئيس، وأفران الرئيس، وأنواط الرئيس، ومحظيات الرئيس،
ومدارس الرئيس، ومزارع الرئيس، وطقس الرئيس، وتوجيهات الرئيس....
ستحدق طويلاً
في عينيّ المبتلتين بالمطر والبصاق
وتسألني من أي بلادٍ أنا ...

الأربعاء، 20 يوليو 2011

إلى قَلب أمي





عَظيمة هيَّ جداً
يَلتهمُها الجوع فَتصبر ،
ويختزل النسيّان منها ما يُريد فَتصبر،
تضيع بين الفصول فَتصبر أيضاً وتبقى تُردد فقط "وبشر الصابرين "

***
أهيَ نعمة للأرض أن تطوف عليها بِسبعة ألف روح.؟!
تَسقي المريض قوته، واليائس أماله ، والصغير أمنياته ،
والكبير أحلامه ، والمسّن راحته وصِباه .

****
ما عدتُ حتى أُدركت كيف سَتكون الحياة بَعدها
و عسى أن أغادرُ قبل رحيلها ، يا أجمل النساء كُلهم يا أمي .

ح (1)












(1)

أين وطني أيُها الملك ؟!
من تَوسد فراشي ،
من سكن عُزلتي من غاب تحت أرض غُرفتي .!
(جَميعُهم لصوص يا سيدي )



(2)

إني أخيطُ باب الحنين بالنسيّان
وادفنُ المشاعر بالضحك
إني أبكي لا أنام
إني أغيبُ في المنام ولا أحلُم

(ونَسيتُ تلك الأحلام ياسَيّدي )


(3)

عروس وثوباً أبيض
مَنزل صغير وأطفال ..
وتَكبروا الأحلام حتى تَشيخ
ورجلٌ يَضيعُ بين مَتاهاتِ الأيام..!


(4)

عاداتُ وجهي تعكسُ صورة قبيلتي
وقبيلتي في قلبي تنام
أيَهم ذنبي ،
أن أكون طرفاً انتمي إلى قبيلتي
أم قَبيلتي طرفاً يَنتمي إليّ ؟!


(5)

ورد وبلور ، وياسمين ،
ومطر يطوف حولي ..!
يُغازلُ أطراف جسدي .
وأنا أرقصُ كَأنثى ماهرة .


(6)

مَطر ، مَطر، مَطر
هل شاهدوا المطر .؟!
يَتساقطُ على أوجاعهم
المُشتعلة في الصباح ويُطهرها
وهم يَختبئون تَحت مظلاتهم
ويقولون ارزقنا ياالله المطر .


(8)

إنيِّ امرأة بدوية
والرجل الوحيد الذي صادفتُه بِحياتي
يَخاف أنْ يُحبني .!

  ©تموت الأشياء

تصميم و تركيبSILENT | Topo