الأربعاء، 29 سبتمبر 2010

تَشّرد









سبعون يوماً وأنا في دوامة كبيرة أبحثُ بها عن إجابات واقعية تُمد لي مصداقية الحقائق

التي أخشى تفاصيلُها ، وعنونة الرسائل التي أفقدُ معرفة من المُرسل ولماذا يُصنع بها
الأحاديث المُشفرة ؟!





.

.
أتعلمين يا أبرار أنَ الأسئلة الكثيرة تولد بي شُحنة زائدة ، تُرهقينيُ كثيراً تَقوُدُني إلى مسارات
طويلة لا أعرف إلى أين ، رغم ضعف الإرادة التي تُريدُ أن تجتثُ مُفكرتي وتُذيبهُا كمادة قابلة
لذوبان،أنا مُفرطة فيّ الصمت كثيراً أجهلُ التحدث إلى وجهي عن تلك المُضغة العالقة بِحُنجرتي
، وعن تلك الكُرة التي تشتعلُ بِجوفي .؟!





فأصبحت ناشئة في مدينة نكرة تُشبه المفقودين الذينَ نبحث عنهم ولا نجدهم ولا نعرف أين طريقهم الضائع ؟
، وفي اللحظة الأخيرة من كل شيء أصبحت لا أعرفني سيئة جداً ،ولا أعرف كيفَ سأقرأُ نفسي وكيفَ كنت
وما سأصبح رغم أني أعرفُ أن كل تلك أمور مُستقبلية ومُتأكدة من الحديث الذي اسمعهُ من أفواهَكُم
بأني وطن لا يُهزم ، و الأشياء التي أستمعُ إليها دائماً ، وعلو تلك النبرة و كيف تكونُ مع النسيان لكن
لا أعرفُ أين أجدني الآن ؟!









هه / هل أُخبرُكِ شيئاً ولا تصرخين في وجهي كالعادة بدأتُ الجأ إلى قرأت قدري السيئ من جديد
اقرأ الأبراج ، وأشارك في برامج حظ ونصيب ، أذهب لي خادِمَتُنا أمُدُ لها كفي أتوسلُ إليها لِتقرأ لي
قدري وعن حظي به هل سأفرح ؟
هل سأحزن ؟
هل سأموت؟
هل سأعيش؟
من أنا ؟
من هو أبي ، أمي ، وأخي وأختي أريدُها أن تُخبريني عن كل الأشياء التي تحصل والتي حصلت
و تُخبريني كيفَ سأعيش وكيف سأموت كل شيء ، وهانا أُغريها بالوعود بالأحلام بالأموال فقط
أريد أن تُعيدُ لي ذاكرتي الميتة ، وجسدي المُتهالك ، وقلبي الضائع ، ومشاعري المُتجمدة ، وتقدمُ ليَّ
طبق من الذاكرة أحتفلُ بها مِقدار ما أكتفي به من عُمري المُقبل .








وهل أخبركِ يا أبرار بأني كل يوم أشتمُ رائحة الحب في القصائد في الكتابات في الروايات في الأفلام
في الأغاني لكن أخافُ أن يقترب أنفي مِنهُ أكثر ، أخافُ أن أنبُذَ رائحتهُ من جديد ، أتمزق به كورقة
لم تعُد صالحة للكتابة ،كماء لم يَعد صالِحاً لِشرب ، وأتعوذ منهُ حينما أقترب من وسادتي التي تشكي
لي عن اتساع مِقدار الخوف الذي يَسكُنني ، وتُخبرُني كم أصبح وجهي ذابلاً كذبول وجه هازيل تلك
التي فقدت جمال وجهِها كذباً، وكَوردة سقطت على الأرض لم تَعُد أغصانها قادرة على حملِها .







الحياة هذهِ يا صديقتي لا تُشبهني كثيراً لأني أشبهُه أكثر أتشكل على شاكلة أحزان جسده العالقة
على حائط ذكرياتهُ ،وأعلم أنه يجتذب عقلي لِيُفكر به بعيداً عن عقلة وقلبي الفارغ بدلاً من قلبهُ
الذي لا يعرفُ ألا هي فقط تلك الذي يشكو لزمان عنها حتى أنا يشكوّ لي عنها ، و أتكورُ موجوعة
بعيداً عن عيناه عسى أن لا يراني بها مكروهاَ دخل عليه من نافذة غرُفته التي لا يسكنُ بها ألا هو
وهي، رأيتهُا هي معه تُشاركه دُخان سجائره كانت بين يديه ينظرُ إليها ويبتسم ، لا يبتسم ألا معها
وحدها ،ويرقُصُ معها ويبادلُها حديثهُ الساخر يشكو إليها ويُخبرُها أنهُ يكرهُ النساء ماعدا هيَ رأيتُ
صورتها رأيتها وتماسكتُ جسدي أن لا يَسقٌط أمام رجلاً لا يُحبني ، أخطئت الطريق يا حبيبتي أخطئت
وأني يائسة ، ميتة أرقص مع حُزني الذي يُكفنُني بملامح وجهاً ضاحك مُشرق لا يعرفُ للوجع طعم أنظري
إليَّ أنا تلك التي كنت قبل هاربة أصبحتُ الآن أضعُ نفسي في حقيبتي وأهربُ معي من حب لا يعرفُني .







يا صديقتي لا أطلبُ منكِ أن تكون حزينةَ معي أكتفي بأن تقرئين حرفاً عالقاً بِحُنجرتي سبعون يوماً من بعيد
استطعتُ أن أخبئهُ أمامُكِ حتى لا تشعُرين بطعم الحزن وأنا معكِ لأنكِ الوحيدة التي أريد أن لا تتأثر بي كثيراً.











سأمزجُ كوباً من الذاكرة المفقودة وارتشفُها مع قطعة نسيان لم يتذوقُ طعمها أحداً من البشر قط .



السبت، 18 سبتمبر 2010











هُناك حيثُ تُدفن أشيائي الصغيرة من جديد My twitter








وناس نامت وجروحها أزرت تطيب .










كل شيء على حالتهُ ساكن ، القلم والورقة البيضاء على الطاولة ، والشبابيك المُغلقة
والأصوات الساكنة ، هو، وأنا ، وكل الحكايات والأمنيات والأحلام .



الأرض تُنجب أجساد لِتقف عليها بِثبات بينما السماء تَرزقُ الأجساد بالأمنيات الجميلة وتحقيق الأحلام .



  ©تموت الأشياء

تصميم و تركيبSILENT | Topo