الجمعة، 19 فبراير 2010

عُروبة.ِ!

مركز تحميل فور عرب . نت

عر و ب ـة
أبي..والحديث:

منذ 1990 ميلادياً صرخ صوتاًً ينُاجي وسط صُراخ الأبرياء
لِيعتلي بنظـري أنني شهيد وصوتاًً يصرخ بين أفئدتي يخرج من روحي لـِ أعماقي
للوطن، صدر يستمد القوه لـِ أفيق استنجاداً بالحرب العالمية الثانية..وتصرخين للمرة الثانية
وأقف لألتفت بك وقد أنتِ خرجتي من رحم أمكِ بيضاء ، تتنفسين رغم أغبرة الأدخنة ولهب النيران المتوحشة تأتين أنتِ لي، وتصرخين يأبي “العروبة ” تفديك روحاً للوطن غادر ولِقلبك صُراخ طفلة تعتز بكَ ابن الوطن يا “أبا العروبة”



قبل عناق الرحيل سـَأتمتم لكَ يأبي:
لِيُغادر لك يا أبي اسمها ، فَروحي تشتاق أن أضعها بين ذراعي وأتنفسها لِرئتي وتدخل أعماقي
لِتظل رائحتها عالقة بي وسط والموت الذي أرحل بين غدره والحرب/ تُنادي.



ع روب ــة



ج د ي /…وقطرة الماء المالحة على وجهه.
وظل جدي يتنفس هذا الاسم مستوحشاً صهيل فرسه التي أفاقت بِأنفاسها الأخيرة
للموت / قبل أن تتلوا لهُ أخر أيام الوداع معه رغم مشاكستها التي تُعيق بجدي ركوبها
وتُصهل لِيسمع صوتها ويردف على عنُقها أصيله ياعروبة ، حينما انحدرت أول قطرة ماء لامعة
على وجه جدي الذي ارتسمت عليه خطوط العمر . تقدم بكَ العمر كثيراً يا جد .
التفتَ إلى وجع أمي وقال : من خرجت من رحمك ستودع أبيها قوة وشجاعة، ستظل مُعلقة
بذاكرتي لحظة قدومها دون أن تتلوا لأبيها أخر كلمات الوداع ” عروبة “



ع ر وب ـة

وأنا …والتـاريخ:
غربت الشمس عن الأنظار, وودع أبي أخر نظرة لي، أخر صرخة ، وغرب صوت الوداع
وكأن أبي يفيق على أحلامي في استرجاء , أدخنة المُدرعات التي اهتزت الأرض وأتنزعت الأمان .
ولم تدري أني خرجت مُنازعة لوضعي داخل غرفة صغيرة في بطن أمي أركلها جوعاً،
لتلمس أطراف أصابع أبي من بعيد قدمي ، وأتفجر شوقاً أن أضعها على جبيني
اقترب مني أكثر لأشعر بِرائحتها تقترب من أنفي الصغير.



ع ر و ب ــة

أنا… وتدوينه التاريخ:
لم اعلم أني دونت في تاريخ حرب العالمية الثانية ، كَأنثى انتزعت الألم لتخرج
مودعة بِصُراخ يقتل مسامع البشر حُزناً، تقف بجانب أبيها أنا هُنا خرجت للوطن
فداءاً، عوناً، وأذرف الدموع شوقاً لحنين دفئك لتلمس جبيني عن قرب وتشعرني بك



” ع ر و ب ة “

حكايات الأصالة والجود الذي يتلاشى ، ويتناسى الكثيرون تأنيث التاء المتلاشية في المُناداه
“عروب” ، وأن الحكاياتٌ لم تكن عالقة في ثوب الإرادة ، وأن القلب لم يتوقف،
بل ظل الأب يصارع الموت قبل أن يلمس أطراف ابنته .



الهاء وحدها تعني ” أنا “
كفى من يغتال كُنيتي ويكتفي ” بِعروب” أشعر وكأنه يقتل إرادتي بالبقاء في قلب الحياة
مُقيدة، رغم أن الحياة تصر أن تحرمني حق الأنين .
من أنا..من..؟! لستُ إلا قلب أبي حينما عاد وطلاء التنكر من الأعداء يرتسم على وجهه
النصرُلنا ولأبناء الوطن، لأبتسم كما تقول أمي ولأول مرة أرى ثغرك يضحك منذ أن خرجتي
وأنتِ في سُبات الفرح لايمكنكِ إلا البكاء والرثاء , وكنت تُحلقين بنظارات أخاف عليك منها،
بياض لايُضاهى بنور القمر حينَ الإكتمال كَالبدر،وكَأنك وردة بيضاء بدأت تتنفس لتجذب أنظار المارة .
وكأنهم لأول مرة يلمحون معالم العروبة التي أسقطت الطفولة في سن لا يزيد على أشهر قلائل .



ع ر و ب ـة

كفى ..أنا وأبي واللحظة القدرية.
أقبلَ عليَ وجهه الداكن، ليبصم أصالة الطفولة على جبيني فأظل ألمس وجهه بِأطراف أصابعي الصغيرة
يضحك لي ، وما تركت العروبة فيّ سوى تلقين الصبر الذي مزع أفئدة الطفولة .
قبل أن تضعني بين ذراعيك وتحن عليّ من الزمن.



وهل بعد ذلك سـَتصرخون “عروب” للعروبة..؟!
أم سـَتُصفقون لأصالتها ويجود بها صوت يُنادي بِألسنتكم ” عروبة “.!
من لديه أب افتدى وطنه قبل أن يلمس أطراف أصابع ابنته الصغيرة، من الموت.؟!



لـِ كل من ناداني “عروب “
لـِ كل من افتدى الوطن في هذهِ السنة
لـِ قلب وجع رحم أمي
لـِ دمعة ماء لون جدي
لـِ وطن العروبة أبي




ليست هناك تعليقات:

  ©تموت الأشياء

تصميم و تركيبSILENT | Topo